الخميس، ذو القعدة ١٨، ١٤٢٥

كيف ننسى ثم نسعد

كيف ننسى ثم نسعد !!؟؟

!!وبانتهاء الأخبار .تنتهي رحلة الأسى ..ونعود لنسعد
...فكأن الأخبار ..قصة تروى
!!حكاية مخيفة ..لكنها تُنسى
..حكاية ماقبل النوم
..تحكيها الأم لابنها ..فيرتجف خوفا لأحداثها
..تواسيه أمه
!!لا تخف انها حكاية
نفسي قفي ..
هناك ..على ارض اخواننا المسلمين ..عاشوها واقعا ..
ونحن هنا نسمعها كحكاية !!
وانظر الى طريقة سرد الحكاية ..
تروى بطريقة مؤثرة ..وبالوسائط المتعددة ..
صوت وصورة ..
وأي صوت وأية صورة ..
صوت بكاء الأطفال ..ونحيب الثكالى ..
صورة الأشلاء والدماء ..
انه صوت أمتنا وصورتها !!
تنادينا ..بصوت عال ..
انها ليست حكاية ..ليست حكاية !!

في الماضي ..
سمعوا صوت اخوانهم في الراديو ..
فهبّوا لنصرتهم ..
يومها لم يسمعوا صوت القنابل ..ولم يروا الأشلاء ..
يومها أدركوا بعقولهم وقلوبهم أن هذا وقت النصرة ..
واليوم ..
بالصوت وبالصورة ..
بالتحليل ..والاستقصاء
..

وما زلنا ننتظر نهاية الحكاية !!
انها ليست حكاية ..ليست حكاية !!!!!

الأحد، ذو القعدة ١٤، ١٤٢٥

تحت الظل

رأيت هذا المنظر في الحرم

في وقت الظهر ..كانت الشمس حارقة.. كنت متّجهه الى خارج الحرم عن طريق باب الصفا ..خرجت الى ساحة الغزّة ( الملاصقة لسور بيت الملك ) وهنا لفت نظري أنّ الساحة في الوسط خالية تقريبا من النّاس ، في حين يتجمّع النّاس عند أطراف الساحة ..ليس تجمّعا عاديا ..انه ازدحام بشكل غير طبيعي ..قلت لنفسي : مابالهم يتجمّعون هناك !!!؟

وأخيرا استوعبت الموقف ، النّاس يبحثون عن الظل ..وسور بيت الملك يعطي ظلا على الساحة ..طبعا مساحة الظل صغيرة ...والكل يريد أن يجلس تحت ذلك الظل ...ولهذا يحدث الزحام

هنا سرت قشعريرة في جسمي ..تذكّرت يوم الحشر ...ستكون الشمس قريبة جدا منّا ...سنحتاج الى ظلّ نستظلّ به
الملك يومئذ ٍ لله ولله المثل الأعلى

انّه ظلّ العرش
اللهم أظلّنا تحت ظلّك يوم لا ظلّ الا ظلّك

الألفة


عندما تعتاد على شيء ما فانك تألفه ..وتتعايش معه
لكن ما حال الناس اليوم مع الالفة ؟؟

للأسف هناك ألفة المنكر ..وألفة العقوبة
ألفة المنكر:.أن تجد الشخص متعوّد على ذنب ما ..فلم يعد يشعر أنه ذنب لكثرة اعتياده عليه ..وتجده لا يفكّر حتى بالاقلاع عن ذلك الذنب ...

ألفة العقوبة: أن الشخص لايشعر بغضب الله عليه ..ولا يشعر بالعقوبة التي تصيبه بسبب ذلك الذنب فالشخص الذي اعتاد مثلا أن يؤخر صلاة الفجر ..تجده يعتبر ذلك عادة من عاداته وما عاد يفكّر في نتائج ذلك عليه في الدنيا والآخرة ....
وحينها يصل الانسان الى درجة عدم الاحساس بأن الحال الذي هو فيه عقوبة لذنب قد اقترفه .
وهنا أيضا لا يعود يشعر بوخز الضمير وألم الذنب ..وهذه مصييييييييييبة ..


وهناك ايضا نوع آخر من الألفة
نحن الفنا النظر الى السماء والنجوم ..و لكثرة اعتيادنا على النظر لتلك المخلوقات..ماعدنا نشعر بعظمة مخلوقات الله .. فعلينا أن نعيد نظرتنا مرة أخرى ونكرر النظر في تلك المخلوقات لنتفكّر ونتدبّر في نعم الله علينا و.لنتدبّر في عظمة الله سبحانه وتعالى

السبت، ذو القعدة ١٣، ١٤٢٥

لا تصدّق خبرتك في الحياة !!

..--------تواجهني كثيرا نصائح مغلفة في عبارة " علمتني الحياة " واليكم مثال:
" علمتني الحياة أن التسامح يعني الضعف "
وهي نصيحة تقول : لا تتسامح مع الناس لأن المتسامح انسان ضعيف !!

---وهناك أشخاص يسيّرون حياتهم وفقا لتلك الخبرات التي اكتسبوها ..
وهنا يبرز التساؤل ..كيف يجب أن أسيّر حياتي ؟
هل أسيّرها وفقا للخبرات التي هي من الواقع ؟

أم أسيّرها على أساس ثابت يفترض أن يكون الواقع يسير على هذا الأساس؟؟
الواقع ليس صادقا ..نعم ليس صادقا ..
لأن الواقع الذي أعيشه أنا لم تعشه أنت ..وما تراه أنت قد لا أراه أنا ..
الواقع يتغيّر بتغيّر الزمان والمكان والأشخاص..
يااه ..متغيّرات ثلاثة تغيّر هذا الواقع ..وما زلنا نتمسّك بالواقع ..ونريد أن نكون واقعيين !!

اذا كان الواقع يقول لك : " لا تبتسم لان الابتسامة ستلغي هيبتك "!!
واذا كان نص الحديث يقول لك : " تبسّمك في وجه اخيك صدقة " ..
اذا كان الواقع يقول لك : " لا تهدر كرامتك بالاعتذار "
و الله عز وجل يقول لك : " أذلّة على المؤمنين "
اذا كان الواقع يقول لك : " اذا زادت المصروفات عن الايرادات ستخسر حتما "
والرسول يقول لك :" مانقص مال من صدقة ..بل تزده ..بل تزده "
فأيهما تختار ؟؟
أيهما سيكون صادقا في نظرك ؟
هل ستمتثل للنص ..أم ستسير وفق الواقع
الخيار لك ..

روح الجسد الكافوري

روح الجسد الكافوري
قصة حقيقية ..حدثت لي

صعدت الروح الى بارئها ..وبقي الجسد ممددا ..
تعالت الأصوات : لا اله الا الله ..
سرت قشعريرة في جسمي ..لأول مرة أرى ميتة ..على خشبة الغسيل ..غسيل الأموات ..لمست يدها ..فاذا هي باردة ..وسرت قشعريرة عميييقة في جسمي ..اذ كيف تجرّأت ..ولمست جسدا ميتا !!ومع تلك القشعريرة .جاءني ذلك الاحساس ..احساس يقول لي انني حقا وصدقا وحتما ..سأموت ..نعم سأموت يوما ..كنت أؤمن انني ساموت ..لكن ذلك الاحساس كان مختلفا ..كان أكثر صدقا ..وواقعية ..كان الجسد ممددا ..عليه قطعة قماش بالية ..تستره عن الأنظار ..
بدأت أسرح في خيالي ..ماذا لو مت حقا ؟ ! هل سأكون ممدة بهذا الشكل ؟؟ ..وروحي ..روحي التي فارقتني ماذا سيكون مصيرها ؟!!!!
جاءني صوت المشرفة على الغسل ليعيدني الى أرض الواقع : أحتاج لابريق الماء ..أحضرت لها الابريق ..وبدأت اسكب الماء على جسد الميتة ..والمشرفة تفرك بيدها جسد الميتة ..
نسيت ان تلك الميتة هي قريبتي وحبيبتي ..لم اشعر وقتها بالحزن على فراقها ..بل شعرت بالحزن على نفسي ..كنت افكّر ماذا لو كنت أنا الميّتة ..كيف سيغسلنني ؟؟
خلطت المشرفة السدر مع الماء ..وسكبت السدر على الجسد الممدد ..قالت : " ساعدوني في الغسل .." ..كنت اقف عند رجل الميتة ..وبدأت أفرك أصابع قدمها ..ويداي ترتجف ...لا اعرف لماذا !!! لماذا لا نستطيع أن نلمس أجساد الأموات !! أهي رهبة الموت ؟!!
كنت انظر اليهن وهنّ يغسلن رأس الميتة ..فرأيت السدر غطّى جزءا من عينها ...وحينها هممت باحضار الماء لأزيل السدر من عينيها ..شعرت وقتها ان السدر ربما يؤذيها في عينها ..لكن جاءني الصوت ليقول : انها ميتــــــة ...ميتـــــــــة ....ميتــــــــــــــــــــة ...انها لاتشعر بشئ ! !
بدأت المشرفة بمحاولة قلب الجسد الممدد ..وساعدناها في ذلك ..يا الهي !! أهكذا سأقلب بين الأيدي ؟!!!وسالت دمعتي ..لانني لا أحب أن يلمس أحد جسدي ..فكرت حينها أن الخلاص من الغسل هو أن اموت شهيدة ..فدعوت الله -داخل نفسي - أن اموت شهيدة ..حتى لا يغسلني أحد !!!!
وجاء دور الكافور ..لونه أبيض ..ذراته لها لمعان عجيب ..خلطنا الكافور بالماء ..وغسلنا به جسد الميتة ..ثم أكملنا ماتبقى من الغسل ..
لففنا الجسد بقماش أبيض ..طوله مترين ..دهنّا الجسد بالمسك والعود ..وبقي الرأس مكشوفا ..بدأنا بتجديل شعر الميتة ..واسدلنا الغطاء على وجهها ..لا اله الا الله .." كل شيء هالك الا وجهه " .
أيها الجسد الكافوري ..كيف غسّلوك ..ثم كيف كفّنوك ..وكيف سيدفنوك ؟؟!!
أيها الجسد الكافوري ..أحقا ستوارى في التراب ؟ !!!
لكن ..لست انت ..لست أنت المعني أيها الجسد الكافوري ..انما هي روحك ..
يا روح الجسد الكافوري ..أين أنت ؟؟!! كيف استقبلك أهل السماء ؟ ؟هل رحبوا بك ؟؟ وماذا عنك أيتها الروح ..اليس هناك غسل لك بعد الموت ؟!
على الارض غسلنا الجسد ..وفي السماء ستغسل الروح !!

ياروح الجسد الكافوري من سيغسلك ؟ ؟

قال صلى الله عليه وسلم :إذا خرجت روح المؤمن تلقاها ملكان يصعدانها - فذكر من طيب ريحها ، وذكر المسك - قال : ويقول أهل السماء : روح طيبة جاءت من قبل الأرض صلى الله عليك وعلى جسد كنت تعمرينه ، فينطلق به إلى ربه عز وجل ، ثم يقول : انطلقوا به إلى آخر الأجل . قال : وإن الكافر إذا خرجت روحه - وذكر من نتنها ، وذكر لعناً - ويقول أهل السماء : روح خبيثة جاءت من قبل الأرض . قال فيقال : انطلقوا به إلى آخر الأجل . قال أبو هريرة رضي الله عنه : فَرَدّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ريطة كانت عليه على أنفه هكذا . رواه مسلم .