الثلاثاء، ذو الحجة ٢٨، ١٤٢٥

شيبة التفكير


لمحتها من بعيد ..
اقتربت أكثر من المرآة ..
حسبتها في البداية خيطا أبيض علق في شعري ..احم ..احم ..انها شيبة !!

أهلا وسهلا ..بدأنا ندخل في عالم الشيّاب ..
هذا وأنا لم أتزوج بعد !!ولم أنجب أطفالا !!ولم أقاسي في دروب الحياة !!ولم ولم !!
تلك الشيبة لم تكن سوى شيبة التفكير ..هكذا اقنعت
نفسي ..
" لاترهقي نفسك بالتفكير " هكذا يأتيني الصوت من
بعيد ..

ويستمر الصوت :"انظري ماذا فعل بك التفكير ..انه سبب لك الشيب
المبكر !!"

ويأتي تجاوبي متعاطفا مع الصوت :" نعم حقا ..اووه لا ..شيبة في مقدمة الرأس
وغدا شيبة أخرى بجانبها وربما زاد تساقط شعري
..وربما شحب لوني ..كله بسبب التفكير ..مالحل

؟ "
يرد الصوت : " مالك وللتفكير !!..عيشي حياتك وتمتعي بها
..ما أجمل الحياة ..اتركي الأمور تسير كما هي
ولاترهقي نفسك
"
********

وماقيمة الانسان بدون عقل وبدون تفكير يحرّك هذا العقل
؟!

" لهم قلوب لا يفقهون بها "
هل سأجد الراحة عندما أكون كالأنعام التي تأكل وتشرب
ليس الا !!

المشكلة لدي ليست في التفكير بل في طريقة التفكير
..وهذا ما توصلت اليه أخيرا ..
وقررت ان اغيّر طريقة تفكيري تجاه بعض الأمور
واتخلّى عن الحساسية الزائدة وأفكر ..وأفكر ..نعم
سأظل أفكر ..
واردد ..
فأنت بالعقل لا بالجسم انسان ..فأنت بالعقل لا بالجسم انسان ..
وأخيرا:
ما أجمل الشيب ..
اليس الشيب وقار ؟


الأربعاء، ذو الحجة ٢٢، ١٤٢٥

كان يجب أن افكّر فيما سيفكر به الآخرون

تفاجأت يومها بالطريقة التي فُهمت بها

كنت اقصد الخير ..لكن الآخرين فهموها بطريقة مغايرة ..وقتها قلت لنفسي " كان يجب أن أفكّر فيما سيفكّر به الآخرون
وتذكرت بعدها عبارة ترددها امي دائما ( لا اعرف ان كانت حديثا للرسول صلى الله عليه وسلّم أو انها مقولة لأحد "السلف ) العبارة تقول : " رحم الله امرأا صان عرضه عن الناس

فقد يكون الشيء الذي ترغب القيام به عاديا من وجهة نظرك ..وليس مخالفا لشرع الله ..لكن الشيء الوحيد الذي يجعلك مترددا في القيام به هو ان الناس قد تفهمك بطريقة اخرى ..وتفسّر الأمر بطريقة مغايرة ربما يكون فيها أذى لك
وهنا تقع في حيرة ..هل تقدم على ماتريد دون اي اعتبار لتفسيرات الناس ؟
او تتراجع عن هذا العمل تجنبا لما قد يثار حولك ؟
او تحاول البحث عن طريقة أخرى لعمل نفس الشيء دون ان تعرض نفسك لألسنة الناس ؟

قد يكون الحل الأخير هو أفضل الحلول ..لكن لن تصل الى كل هذا مالم تحاول ان تفكّر فيما سيفكّر به الآخرون ..ليس رغبة في ارضائهم ..وليس مداهنة لهم ..بل لتصون عرضك عنهم ..وتلوذ بالسلامة منهم .

بالطبع ليس كل أمر تريد القيام به ستفكر فيما سيفكر به الآخرون ..لكني اقصد الامور التي قد يكون فيها نوع من الحذر وفيها مجال للقيل والقال ..فأبعد نفسك عن أي شبهة ...واربأ بنفسك عن أي قول .